الجـــريح زكريا الراعي

الجريح زكريا الراعي

لأنني أنتمى لحركة فتح حكموا عليا بالإعدام

نهاية لبداية أليمة

لقد مر كل جريح من جرحى الإنقلاب الحمساوي بظروف وأحداث مختلفة عن غيره من الجرحى ، وأذاق أشد وأبشع ألوان التعذيب على يد المليشيات السوداء التابعة لحماس ، فكل جريح كان يخرج من تحت أيديهم بعاهة هذا أبسط العقاب ومنهم من لم ينجوا من عذاب هذه المليشيات وغادر الحياة على الفور، ولكن هنا الجميع إجتمعوا على تهمة واحدة وهي أنهم كفار وأنهم يتبعون لحركة فتح ، فقد أصبحت حركة فتح في قاموس حماس كفرة يستحق المنتمى لها القتل والبتر والتعذيب فإن كان المنتمى لحركة الجماهير فتح يستحق التعذيب والإعدام فما ذا يستحق المنتمى لحركة الإجرام الحمساوية؟

هوية جريح مناضل :-

الجريح الفتحاوي الأسير المحرر سابقاً زكريا إبراهيم الراعي ، أربعون عاما - من سكان غزة الزيتون .

يبدأ الجريح حديثة بتحية الوطن والتضحية والصمود ،قائلاً هذه بدايتي وهذه الكلمة لها معنى كبير عندي وعند كل جريح حيث أنها بداية الحياة الجديدة المملوءة بالألم والعذاب والمرارة والمزيد من الصبر لرؤية المستقبل المنتظر ، أي مستقبل يجب أن يكون مملوء بالأمل والحياة الكريمة مثل باقي الشعوب المتحضرة لكن أبا بعض الخونة والعملاء والمندسين من أبناء شعبنا وهم يسموا بنظر العالم أبناء جلدتنا ، إلا أن تكون حياة الشعب الفلسطيني هي عذاب للأطفال والأمهات والآباء والأخوة والأخوات و الأصدقاء .

الجريح يروي معاناته :-

ففي اليوم الأسود بتاريخ 11/6/2007 خرجت إلينا بعض الوجوه السوداء التي أبت إلا أن تكون أيديها ملطخة بدماء الشرفاء الأبطال والمناضلين الذين قدموا حياتهم وأرواحهم رخيصة في سبيل وطنهم الغالي جاءت إلينا هذه الوجوه وهذه المليشيات السوداء المجرمة بأسلوب القتل والإرهاب والإجرام ، فقد كنت في ذلك اليوم الأسود متواجدا في مستشفى الشفاء بجانب والدتي حيث كانت ترقد هناك بين الحياة والموت أثر جلطة دماغية ألمت بها ، وكنت لاأفارقها لحظة ، فقد كنت صائما بذلك اليوم حيث كان يوم الاثنين وأنا تعودت الصيام بهذا اليوم ، فقررت أن أعود للمنزل لكي أتناول وجبة الإفطار ، وعند دخولي المنزل ، تفاجأت بقوات كبيرة وإطلاق نار كثيف تجاه منزلي ومن ثم داهموا المنزل عصابات ومليشيات حماس ، فعند دخولهم كان إبني البالغ من العمر سنتان في مقدمة المنزل ، فتناوله شخص منهم وألقاه على الأرض ثم إلتقطوني وإنهالوا علية بالضرب المبرح أمام أهل بيتي ، ومن ثم أخذوني داخل سيارة سوبارو بيضاء اللون ، ووضعوا كيس من القماش على رأسي وأغمضوا عيناي وهم مستمرون بضربي بأعقاب البنادق ومقدمات الرشاش الآلي ( الكلاشنكوف ) ثم أخذوني إلى منطقة مجهولة وبدأوا بتعذيبي بطرق أكثر وحشية وأكثر قسوة والشتائم التي لم أسمع مثلها بحياتي ، وبدأو بالتحقيق معي على مدار الساعة ، حيث بدأوا يسألونني عن طبيعة عملي ووضعي في تنظيم فتح ، وبدأو بإلصاق التهم الباطلة والزائفة مثل قتل أحد من عناصر حماس أو تفجير عبوات وماشاباه ، وعندما أنكرت كل هذه الإتهامات بدأوا برشقي بالحجارة الكبيرة ، وأسياخ الحديد ، وأعقاب البنادق ، ومن ثم طلبت منهم أن أشرب ماء عند سماعي آذان المغرب ، وقلت لهم بأنني صائم ، فقالوا لي أنت صائم أنتم كفرة ومشركين أنتم كفار كيف تصومون ، فقلت لهم إن الله هو الذي يعلم مافي القلوب وهو أعلم بخلقه ، وبعدها جاءوا لي بماء قذر لايصلح للحيوانات وأسقوني منه بالقوة ، كل هذا العذاب لم أجده في سجون العدو الصهيوني حيث مكثت في سجون الإحتلال الصهيوني لمدة خمسة سنوات في عام 1988 ولربما هناك أنواع متشابهة مابين تعذيب هذه المليشيات وبين تعذيب الإحتلال إلا أنني لم توجه لي كلمة كافر أو كلمات قذرة من الشتائم مثل الذي وجهتها لي عصابات حماس ، وبعد ذلك إجتمعت لجنة منهم وهي مكونة من مجرمين وقتلة ومهربي مخدرات حيث أجمعوا على قتلي بدون أي سبب أو مبرر سوى أنني من أبناء الفتح المجاهدين المناضلين الثوار فقد حكموا علية بالإعدام ، وفي اليوم التالي قرروا أن يستمروا بالضرب والتعذيب المستمر لكي يأخذوا مني إعتراف على التهم الباطلة الموجهة منهم لي فقد قمت مرة ثانية بإنكارها ، فقد قاموا بضربي مرة ثانية وحضر مايسمى بالأمير وقال لي بعد قليل ستأتي اللجنة مرة ثانية لتقرر ماهو مصيرك النهائي ، وجاءت اللجنة وعاودوا علية الأسئلة من جديد هل أنت من أبناء الفتح فقلت لهم نعم ، ثم تابعوا أسئلتهم السابقة وأنكرتها مرة ثانية فأجمعوا مرة ثانية على قتلي ، فأخذوني بباص صغير من نوع فلوكس واجن وقالوا لي أكتب وصيتك لأهلك لأننا قررنا قتلك ورميك بالرصاص فأخذوني إلى جهة غير معلومة لأنني كنت معصوب العينين وأنزلوني من الباص وقالوا لي أركض وإجري بعيدا فنزلت من الباص وبدأوا بإطلاق الرصاص بكثافة تجاهي وكان الرصاص من نوع خارق حارق وعلى جميع أنحاء جسدي ولولا عناية الله وقدرته لكنت قتلت في ذلك الوقت ، ومن ثم جاءت سيارة الإسعاف وتم نقلي للمستشفى ومن ثم تم تحويلي إلى مستشفى داخل الخط الأخضر حيث تم بتر ساقي اليسرى ، ومن ثم توجهت لرام الله عن طريق مسؤول ملف جرحى الإنقلاب الدكتور مدحت طه وهناك تم تأهيلي وعلاجي أيضا وتركيب الطرف المؤقت لي وبإنتظار تركيب الطرف النهائي الديجتال وأعيش الآن مع إخواني الجرحى تحت رعاية الأخوة في مكتب الرئيس وعلى رئسهم سيادة الرئيس محمود عباس حفظه الله ورعاه .

شكر وتقدير :-

أتقدم بالشكر الكبير لسيادة الرئيس أبو مازن لما قدمه لنا من أجل تخفيف معاناتنا ومعاناة جميع الجرحى من كل الفئات والفصائل ، كما وأتقدم للدكتور مدحت طه بجل الشكر والتقدير والحب والإمتنان لما يذله من أجل راحتنا وخدمتنا على مدار الساعة فهو الأخ الحنون والصديق القريب ، كما أتقدم بالشكر لجميع الأخوة في مكتب الرئيس والأخوة في الضفة الغربية لما نجده منهم من حب وإحترام ونشعر بأننا وسط أهلنا ، كما أتقدم بالشكر لجميع من ساعدتني في محنتي هذه ، وفي النهاية أتمنى الشفاء العاجل للجرحى عامة ، وجرحى الإنقلاب الحمساوي خاصة ، وأدعوا بالرحمة للشهداء جميعا ، وأتمنى الإلتقاء بأهلي في غزة في القريب العاجل .

وفي الختام أوجه كلمتي هذه ليد الغدر والخيانة من المليشيا السوداء في حركة حماس بإن الله هو المنتقم الجبار وسوف نقف أم العزيز الجبار المنتقم يوم الحساب لكي يحاسب كل ظالم على ظلمه وكل قاتل على جرمه وحسبي الله ونعم الوكيل وليعلموا بأنني لم ولن أسامحهم أبدأ وسأطالب بحقي منهم من الله عز وجل هو الذي لايضيع عنده حق وصاحبه طالبه .

لا حول ولا قوة الا بالله

ربنا يفرجها .......