رام الله-
تعجز الكلمات والعبارات عن وصف شجاعة هؤلاء العظماء المناضلون ، الذين شاهدوا الموت بأعينهم ، هم حماة الوطن ، بل هم الوطن ، ومن أضاع هؤلاء المناضلون من حقهم في حماية الوطن فقد أضاع الوطن باكمله ، هؤلاء المناضلون بفعل حقد ومكر وخبث وعنجهية أناس
حاقدة لاتعرف للرحمة طريق ولا للدين معنى ، هم فئة خارجة عن القانون وعن الدين وعن الإسلام وعن العروبة ، وعن الشهامة والأخلاق والوطنية ، هم لايعرفون في الوطن سوى القتل والدمار والسلب والنهب ، فقد حولوا حياة مناضلون يدافعون عن وطنهم وعملهم بكل عزة وشرف وإنتماء إلى أناس معاقين حركياً ، نعم معاقون الآن بأطرافهم ولكنهم هم من جعلوا هذه الحركة الحاقدة معاقة ومشلولة الفكر والحركة امام العالم ، وأوضحوا للعالم مدى كفر وخيانة ودموية هذه الحركة الإنقلابية عندما كشفت عن وجهها الحقيقي بالتعامل مع أبناء الوطن الواحد .
هوية مناضل جريح :-
ثائر علي حمدان ، العمر 22 عاما ، من مخيم جباليا ، رقيب في جهاز الأمن الوطني و من أبناء فتح المناضلين
ثائر يروي معاناته الأليمة :-
في يوم الحدث بتاريخ 12/يونيو 2007 لم يكن يوم دوام رسمي بالنسبة لي ، لكن نظرا للأوضاع المتردية ، توجهت إلى مقر ومعسكر الكتيبة الثانية التي أعمل بها والتي تقع شرق مخيم جباليا ، بينما كنت متواجداً في اليوم المذكور وفي حوالي الساعة الواحدة ظهرا ، قامت مجموعات كبيرة من كتائب القسام والقوة التنفيذية بمهاجمة موقعنا ، وكانت مجموعات حماس قد أسقطت موقع الحماية الموجود في جبل الكاشف المقابل وموقع الكتيبة الأولى ، إستخدم المهاجمون قذائف الهاون والآربي جي ومختلف الأعيرة النارية في مهاجمة موقعنا ، دون سابق إنذار أو تحذيرات مسبقة ، مما أضررنا للرد على مصدر إطلاق النار من بنادقنا المتواضعة من نوع كلاشنكوف ، بهدف الدفاع عن أنفسنا ، إستمر الأمر على هذا النحو حتى الساعة 3:30 ظهرا ، حيث تلقى قائد الكتيبة الرائد صبحي مروان زملط إتصالا هاتفياً من رأفت سلمان ، مسؤول في كتائب القسام في شمال غزة ، يطلب منه التسليم وتسليم ذخائرنا ، فرد عليه الرائد زملط ' أنتم الذين تهاجموننا بمختلف النيران وليس نحن ونحن متواجدون في معسكرنا ونرفض طلب تسليم سلاحنا وخروجنا ، إستمر إطلاق النار على معسكرنا ، فقمت ومعي مجموعة أفراد والرائد زملط بالإنتقال إلى عمارة مقابلة لنا لتعزيز حمايتنا وبعد فترة من مكوثنا في عمارة عابد المكونة من أربع طوابق ،
طلب منا قائد الكتيبة الإنسحاب منها نتيجة لما تتعرض له من قصف عنيف ، وبالفعل إنفصلنا لمجموعتين الأولى تمكنت من مغادرة العمارة مع الرائد زملط ، وبقينا نحن وستة أفراد حشرنا في الطابق الأول ، تمكنا من التسلل بعد ذلك والخروج من العمارة في حوالي الساعة 7:00 مساءا ومعنا كمية قليلة من الذخائر والأسلحة ، دخلنا في مصنع ملاصق للعمارة المذكورة وهو مصنع للحمام وقمنا بالإحتماء والإختباء داخله دون حراك ، حيث أقفلنا أجهزتنا الخلوية وإمتنعنا عن الحركة ، مكثت أنا ويوسف مهدي وشادي محمود بدرية وجندي رابع لا أذكر إسمه في زاوية محاطة ببضائع وكومة ' مشاطيح ' أخشاب بينما ذهب زكريا الخطيب ومحمود نصر أبو العيش وإختبأ ، كلا منهما في زاوية من زوايا المصنع الآخر، فبعد قليل ، سمعنا صوت شخص يخطوا عند باب العمارة الملاصقة للمصنع ، ويصيح قائلا أنا صاحب البيت إذا وجد أحد هنا فلا تطلقوا النار علي ، ثم تراجع وبدأ ينادي على جماعته حيث تبين أنه من القوة التنفيذية ، إقتحموا العمارة وشرعوا بحملة تفتيش وتمشيط في المكان .
إقتحام المصنع الذي كنا نحتمي به :-
ومابين الساعة 8:30 و9:00 مساءا دخلوا وهم يصوبون أسلحتهم داخل المصنع وفتحوا الأضواء الكاشفة بشكل كامل وأصبحوا ينادون ، هل يوجد أحد بالمكان : إلتزمنا الصمت أكثر ولم نتحرك ولم نواجههم ، فبعد قليل إكتشفوا مكاننا وطلبوا منا عن بعد أمتار رمي أسلحتنا ، وبعد أن إمتثلنا لأوامرهم أخذوا أسلحتنا وطلبوا منا الخروج واحد تلو الآخر ونحن رافعي الأيدي وما أن خرج صديقي شادي بدرية ومشي مايقرب مترين إلى ثلاثة أمتار رافعاً يديه ، حتى أطلقوا النار عليه مباشرة فأصابوه بعيار ناري في البطن وسقط ينزف على الأرض ، ثم أجبروا الذي يليه وهو يوسف مهدي على الخروج وما أن خرج مهدي وهو رافعاً يديه حتى أطلقوا النار عليه فأصيب بعيار ناري في الرأس وسقط مكانه ، وقام أحد أفراد القوة التنفيذية بالصعود على ظهر كومة من الألواح الخشبية مشاتيح وإطلاق 'صلية ' من مسافة متر على طول وعرض جسد بدرية مما أدى إلى إستشهاده على الفور ، بعد ذلك خرج زميلنا الثالث ومن بعده أنا ، وتعرضنا للضرب المبرح بأعقاب البنادق ثم حملونا بسيارة جيب وأخذونا إلى منطقة مابين مستشفى العودة وحي تل الزعتر .
المناضلون يعذبون بجانب أكوام القمامة :-
وهناك أنزلونا من السيارة قرب جدار بجانبه ملقاه كمية من النفايات وكنا خمسة حيث لا نعرف مصير جثة يوسف مهدي ، ألقونا على الأرض على وجوهنا ، حاول زكريا الإفلات منهم فأطلقوا عليه النيران فأصيب بساقه ، ثم شرعوا وهم فوق رؤوسنا بإطلاق النار على أرجلنا وركبنا بشكل غزير دون الإستجابة لإستغاثتنا ، أصبت بخمس رصاصات في كل ساق ، كما أصيب الآخرون ، وتركونا ننزف في المكان قبل أن يقوم الأهالي بنقلنا مشياً على الأقدام إلى مستشفى العودة ، حيث لايوجد سيارات في ذلك اللحظة ، ومن هناك بدأت رحلة العلاج على مستشفى الشفاء ومن ثم إلى مستشفى إيخلوف في إسرائيل حيث قرر الأطباء بتر ساقاي الإثنتين من أعلى الفخدين ومن ثم عدت إلى مركز أبو ريا لتكملة العلاج والآن أعيش مع زملائي بالشقة المخصصة لنا .
شكر وتقدير :-
أتقدم بالشكر الجزيل للسيد الرئيس أبو مازن على مابذله لنا من جهد في تخفيف معاناتنا هذه وعلاجنا على نفقة السلطة وتسكيننا بشقة مجهزة من كامل متطلباتنا ، إضافة إلى وجود مرافقين لنا في المستشفى عوضاً عن أهالينا ليقوموا بتلبية متطلباتنا ، وهنا أتقدم بالشكر الكبير للأخ العظيم الدكتور مدحت طه الذي أحبه من كل قلبي ، وهو يعاملنا ليس كمرضى لديه ولكنه أبونا وأخونا وحبيبنا ، حيث يعيش معنا لحظة بلحظة وأتقدم بالشكر الكبير لكل من حاول مساعدتنا وأنقذتنا في محنتنا هذه ، والرحمة لزملائي الشهداء جميعا والشفاء العاجل لزملائي الجرحى عامة ولشبكة الكوفية التي أتاحت لنا الحديث عن معاناتنا التي لم ولن تغيب عن بالنا لحظة واحدة.
نعم أنتم العظماء الذين لا تغيبون عن بالنا وفكرنا لحظة فقلوبنا معكم والله معكم وأعزكم الله ورفع من شأنكم فأنتم الذين تدافعون عن الحق في وجه الظلم ، وتدافعون عن شرف هذا البلد المسلوب على يد قوات المغول والتتار الحمساوي، ولا تهنوا ولا تحزنوا فأنتم الأعلون، أيها المناضلون البواسل فانتم في قلبونا جميعاً .
![.•:*¨`*:•. ][ منـــديـــاتـ الســــــــُــــاحــــر ][.•:*¨`*:•.](https://2img.net/s/t/11/37/44/i_logo.jpg){kind=logo}
موضوع: الجــــريح ثائر حمدان 
الأربعاء أبريل 23, 2008 1:25 pm
