هم جرحانا وجرحنا لازال ينزف الجريح ثائر عبيد
جرحانا البواسل فلسطين جريحة وغزة تنزف منذ ذلك الإنقلاب الدموي الذي قتل كل شي جميل بداخلنا قتل الحب والأخوة ، لقد أبكوا عيوننا وأدموا قلوبنا، قتلو اعزنا ، وشرفنا وشهامتنا ، هل يناضل أو يقاوم ، من هو مقتول ومطعون من قبل أخيه المسلم ، كيف سنقاتل الأعداء ونحن مقتولون من داخلنا ، لا نستطيع التعبير عن ألمنا وجرحنا وحزننا، هل نبحث عن كيفية معالجة جراحنا أم نقاتل العدو ونحن لا نستطيع المقاومة في بلد مسلوبة حريته من قبل الكيان الصهيوني والكيان الحمساوي ، فلهذا نتوجه لجميع الجرحى من ذلك الإنقلاب اللعين الذي شتت العائلات وفرق الشعب ودمر كل شي وضاعت العزة في غزة ، نتقدم لقرائنا الأعزاء بسلسة حلقات عن هوية كل جريح لتوضيح معاناة أبنائنا الجرحى منذ ذلك الحدث الذي لايستطيعون نسيانه والذي حول حياتهم إلى جحيم وأصبحوا في معزل عن عائلاتهم وأبنائهم وإخوانهم ، وأعمالهم ، وأصبحوا بفعل الحقد والكره الحمساوي معاقين لايستطيعون الحركة ولايستطيعون المقاومة ، فهم ابطال برغم هذا فمن يحتمل ذلك العذاب هم الأبطال دائماّ .
هوية مناضل جريح :-
المناضل الجريح ثائر فاروق عبيد - العمر - عشرون عاماً - من كتائب شهداء الأقصى قيادة شمال قطاع غزة - والمرافق للقائد الشهيد جمال أبو الجديان 'أبو ماهر ' أمين سر حركة فتح شمال القطاع .
ثاثر يسرد قصته والحزن يعتصر قلبه :-
في ذلك اليوم المشئوم يتاريخ 11/6/2007 الذي إفتتحوا فيه الإنقلابيون في حركة حماس إنقلابهم على الشرعية الفلسطينية الحاضنة للشعب الفلسطيني فوجئنا في عصر ذلك اليوم الأليم بعناصرمن القوة التنفيذية المليشيا السوداء الخارجة عن القانون وعناصر من القسام القتلة المجرمون الذين لايعرفون شرع الله ولادينه وهم أناس سيئ السمعة والخلق وكان عددهم مايقارب ثلاثة آلاف عنصر بدأوا بالهجوم على منزل المرحوم أبو ماهر رحمة الله ومحاصرته من جميع الجهات وكنا نحن المرافقون والمتواجدون في المنزل أربعة عشر فرداً فقط بالإضافة إلى الأطفال والنساء الموجودة داخل المنزل .
فقد بدأت هنا فصول الجريمة النكراء بإطلاق النار الكثيف والقصف المركز على البيت من جميع المحاور بشتى أنواع السلاح الخفيف والثقيل مثل الكلانشكوف والإم 16 والآربيجي والياسين والعبوات الناسفة الثقيلة التي لم تظهر لمواجهة الإحتلال الصهيوني في صد الإجتياحات عن أبناء شعبنا ولكنها صنعت وطورت لحركة فتح وأبنائها المناضلين ، لقد كنا نحن في موقع الدفاع وليس الهجوم والمنطقة بأكملها تشهد على ذلك ، وفي ذلك اليوم كان التوازن مختل لصالح عصابات القتل والإجرام الحمساوية بعد ماقاموا بقتل الزعيم الشهيد أبو ماهر وأخيه بدأوا بالمناداة علينا بمكبرات الصوت سلموا أنفسكم وعليكم أمان الله ورسوله بعد أن نفذت ذخيرتنا واستشهاد قائدنا أسرونا وأعدموا منا شباب بدم بارد رحمة الله عليهم جميعهم لازلت أذكر ذلك اليوم العصيب وإخواني وهم معدومون .
طريقة التعذيب أثناء التحقيق :-
قاموا بأخد العدد المتبقي إلى مركز التوام (17) الذي إحتلوه وهناك بدأت عملية التنكيل بنا فقاموا بالتحقيق معنا بطريقة همجية ليس لها علاقة لابالعسكرية ولابأخلاق العسكرية أو أخلاق العسكري المقاتل الذي يفهم معنى التعامل بأخلاق الدين مع الأسرى فقاموا بالتنكيل بنا بأبشع ألوان التعذيب والشبح وكسر الطوب على ظهورنا ، بالإضافة إلى تكسير الأرجل مثلما فعل أسيادهم الصهاينة في الإنتفاضة الأولى فأثناء التحقيق تحدثت لهم بإني مصاب من جيش الإحتلال الصهيوني في إجتياح مخيم جباليا بعدد خمس عيارات نارية وفاقد خصية ، فكان ردهم لي بإنه جيش الإحتلال غلط إل طخوا المعز إحنا طخناك من زمان ياكافر ، وبعدعشر دقائق قاموا بإلقائي على الأرض أنا وزميل لي إسمه ديب سالم في منطقة خالية من السكان وقاموا بإطلاق النار على أقدامنا بكثافة أقسم بالله لقد رأيت قدمي بعيني وهي تنبترولم أعد أحتمل الألم بذلك الوقت وكنت أنظر إلى صديقي أيضاً وهم يطلقون النار على أقدامه ولكن بحمد الله أتت سيارات الإسعاف وقامت بنقلنا إلى مستشفى الشفاء ومن ثم حولونا على مستشفى إخلوف بتل أبيب وهناك تم بتر قدمي اليسار ، والآن أنا موجود بمدينة رام الله بضيافة الرئيس محمود عباس أبو مازن حفظه الله الذي قام بواجبه من ناحيتنا كأب ورئيس على أكمل وجه .
شكر وتقدير :-
وبالنهاية أتقدم بالشكر للسيد الرئيس لما بذله من توفير لجميع متطلباتنا وأتقدم بالشكر للدكتور الرحيم بنا جميعاً أخي وحبيبي الدكتور مدحت طه الذين أعادوا لنا الأمل بالعودة لممارسة حياتنا الطبيعية والمشي على أقدامنا من جديد بتركيب أطراف صناعية .
كما وأتوجه بالشكر لمكتب الرئيس وجهاز حرس الرئاسة خاصة على جهودهم العظيمة تجاه الجرحى الأبطال .
جسدي بأكمله فداء لحركة فتح :-
وهنا أقول كلمة أخيرة بأن جسدي بأكمله فداء للحق و لحركة فتح وهي الحركة الرائدة العملاقة التي علمتنا أن لانركع إلا لله عزوجل ، وأتقدم بالدعاء والرحمة على روح الشهيد المجاهد أبي وقائدي أبو ماهر أبو الجديان وعلى روح القائد المجاهد المهندس سميح المدهون أسد الكتائب ولجميع زملائي الذين سقطوا في ذلك اليوم على يد الغدر والخيانة ولجميع الشهداء في الحركة العملاقة .
والشفاء لجميع جرحى الإنقلاب الدموي الحمساوي وحسبي الله ونعم الوكيل على القتلة المجرمين مصاصي الدماء قتلة النساء والأطفال ، والمناضلين والشرفاء المتسترين بالدين والإسلام والدين منهم براء .
وبهذا إختتم الجريح ثائر عبيد حديثه عن معاناته وهو لازال يرى أمام عينيه الحدث وكأنه حصل معه الآن ، فمن يستطيع ان ينزع هذا الحدث من ذاكرته ، ومن يستطيع مداواة جرحه النازف من القلب ، ومن يستطيع إعادة طرفه المبتور،وهو قائد في عمر الورد شاب في بداية حياته على الرغم من أنه شامخاً يتحلى بالعزة والشهامة والقوة ، لايهتز لا لطرف مبتور ولا لجسد مكسور ولازال لديه الحب والقدرة لخدمة فتح وفلسطين الحبيبة .